هل يُذبَح أسطول الحرية على مرأى من الثورة المصرية ؟
تدور الآن هناك معركة حامية الوطيس ، حول أسطول الحرية (2) الذي تنظمه الحملة الأوروبية لفك الحصار عن غزة والمزمع إبحاره خلال الأيام القليلة القادمة في اتجاه غزة .
وهى ذات الجهة التى سبق و نظمت رحلة أسطول الحرية الأول الشهير الذى تمكن وحده من فك الحصار جزئيا عن غزة ، بعد أن نجح فى إثارة غضب دولي ضد الإرهاب الصهيونى الذى أدى الى استشهاد 9 من النشطاء المسالمين من ركاب السفينة التركية مرمرة فى 31 مايو 2010
* * *
ولقد كان من المزمع ان يتم تنظيم الأسطول الثاني فورا ، ردا على الإرهاب الصهيوني .
لولا ان العراقيل الصهيونية والدولية أدت الى تأجيله المرة تلو الأخرى .
الى ان استقر أخيرا ان ينطلق الى غزة خلال الأسبوع المقبل طبقا لما أعلنه المتحدث الرسمي باسم الحملة .
* * *
ولكن على الجانب الآخر فان العدو الصهيوني لا يقف ساكنا فهو يضغط بكل قوة فى كافة الاتجاهات لمنع رحلة الأسطول :
· فمن ناحية هددت إسرائيل صراحة انها لن تسمح بوصول الأسطول الى شواطئ غزة ، واعتبرت انه عملا عدوانيا ، وان سلاحها البحري سيتخذ كل ما يلزم لمنع الأسطول بالقوة مهما كانت العواقب .
· بل قامت بالفعل بعمل تدريبات عسكرية واستخباراتية لكيفية الاستيلاء على 15سفينة
· وقامت بإرسال عملاءها لتخريب أحد سفن الأسطول الراسية فى اليونان .
* * *
· أما الأمريكان فلقد أعلنوا على لسان هيلارى كلينتون، رفضهم لمشروع أسطول المساعدات الإنسانية ، وأن من حق الإسرائيليين الدفاع عن النفس ، مما يعنى انهم يعطوا الصهاينة الضوء الأخضر لتكرار مذبحة العام الماضي .
* * *
· بينما طالب بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة من جميع الحكومات المعنية استخدام نفوذها لمنع الأسطول .
* * *
· أما هيئة الإغاثة الإنسانية التركية التى رعت الأسطول الأول ، فلقد أعلنت عن عدم مشاركتها فى هذا الأسطول ، بسبب ضغوط حكومية على المنظمة ، كان وراءها ضغوط أمريكية على الرئيس التركى أردوغان !!!
وهو ما رحبت به إسرائيل معتبرة انه قرار ايجابي يساهم في إعادة العلاقات بين إسرائيل وتركيا الى طبيعتها .
* * *
· و رغم كل هذه التهديدات ، إلا أن الأسطول يستعد للتحرك خلال أيام وعلى متنه مئات المتضامنين من نحو40 دولة ، يضمون عدد من المشرعين وأعضاء البرلمان الأوروبي ، إلى جانب ممثلي 40 وسيلة إعلامية عالمية
· ولقد دعا ائتلاف «أسطول الحرية 2» مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أو أي وكالة تابعة للمنظمة الدولية إلى إرسال فرق رسمية من أجل تفتيش سفن الأسطول قبيل إبحارها نحو قطاع غزة ، للتأكد من طابعه السلمي ، وكشف زيف المزاعم الإسرائيلية من أن الأسطول يشكل خطراً على أمن الاحتلال .
· كما طالبوا الدول الأوروبية التي سيشارك برلمانيون ومواطنون منها في الأسطول ، بـتوفير الحماية من أي اعتداء إسرائيلي .
· كما أرسلت أربع نساء حائزات على جائزة نوبل للسلام ، خطابًا مفتوحًا يدعو الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون (لدعم المرور الآمن لأسطول الحرية الثاني). والموقعات على الخطاب هن : ميريد ماغواير، جودي وليامز، شيرين عبادي، وريغوبرتا منشو توم .
* * *
والعالم كله يترقب الآن : هل سترتكب إسرائيل مذبحة جديدة ؟ وهل سيسقط شهداء جدد ؟
أما أنصار فلسطين فى كل مكان فيبحثون عن أفضل سبل الدعم والمساندة التى يستطيعون بها حماية هذا الأسطول الشريف وتمكينه من انجاز مهمته بنجاح .
1) فهل نشاركهم فى هذه المعركة كما فعلنا فى الأسطول الأول ؟
2) أم أن فلسطين لم تعد على أجندة المصريين بعد الثورة ، والى أجل غير مسمى ؟
3) وهل يجوز بأي حال من الأحوال أن يكون شعب مصر المقهور قبل الثورة أكثر رحمة ودعما لفلسطين عنه بعدها ؟
4) وهل نسمح لإسرائيل أن تواصل عربدتها فى المنطقة مستخفة بالثورة المصرية وبما أحدثته من تغيير في موازين القوى الإقليمية ؟
* * * * *
القاهرة فى 29 يوينو 2011
أســــــامه المصــــــرى