هل تقوم ثورة للعبيد فى السعودية ؟؟
يتساءل الكثير من المراقبين بعد كل ما حدث فى دول الربيع العربى هل يمكن أن تقوم ثورة فى السعودية ؟ ومتى تقوم ومن يقوم بها ؟ وما هى كيفيتها ونتائجها على المنطقة ؟ كل هذه التساؤلات وغيرها نحاول بإيجاز إيجاد الإجابة عنها نظراً لأهمية هذا الموضوع الذى يتغافل عنه الكثير من الساسة والإعلاميين ودوائر صنع القرار عربياً ودولياً !!
إن حكام السعودية يظنون أن بوسعهم حكم بلادهم إلى ما لا نهاية بسبب النظام البوليسى والمباحث والمخابرات التى تُراقب كل حركة وهمسه فى البلاد وذلك بمساعدة التضليل الإعلامى وفساد القضاء ورجال الدين وكبت الحريات وآلاف المعتقلين السياسيين ولكنهم للأسف الشديد لم يتخذوا عبرة وعظة بما حدث حولهم فى اليمن ومصر وليبيا فقد كانت هذه الدول أقوى فى أدواتها منهم فلم تنفعهم شيئاً حين ثارت شعوبهم وغضبت ولكن هيهات هيهات أن يتعظ المجرمون !!
أولاً :- أسباب الثورة
إن المراقب لحالة المجتمع السعودى من الداخل يجد بالفعل أنه وصل إلى حافة الهاوية وأنه على وشك الإنفجار فى أى لحظة وقد تكون النهاية قريبة جداً وذلك لأسباب كثيرة جداً لا يُمكن حصرها ومنها :-
1 – العمالة الوافدة إلى السعودية والتى تُقدر بأكثر من 8 مليون عامل حيث بلغ السخط والغضب مداه بداخلها وذلك بسبب أوضاعها المزرية والعنصرية البغيضة التى تُمارس ضدهم ونظام الكفيل المطبق فى المملكة والذى يحرمهم من أبسط حقوقهم وتدَّعى المملكة أنها بصدد تغييره فى تصريحات صحفية جوفاء لخداع وتضليل الرأى العام العربى والدولى وإمتصاص غضب العمال بينما لا تُتخذ أى خطوات ملموسة على أرض الواقع لتغييره !!
2 – غياب العدالة الإجتماعية فى المملكة حيث التفاوت الرهيب فى الثروة وإستئثار الأمراء بالغالبية العظمى من ثروة البلاد ووجود الملايين من المهمشين والمحرومين الذين يملأ الحقد والحسد قلوبهم وينتظرون اللحظة المناسبة لكى ينتفضوا ويحصلوا على حقوقهم .
ثانياً :- الكيفية
من المتوقع أن تنطلق الشرارة الأولى للثورة من أحد الجاليات الأكثر عدداً فى المملكة حيث يقومون بالتجمع أمام مبنى وزارة الداخلية الذى يقع فى قلب مدينة الرياض ثم ينضم إليهم باقى العمال من الجنسيات الآخرى والمهمشين من السعوديين .
وعندها تنتشر المظاهرات فى طول البلاد وعرضها وتتدخل السلطة بغباء فى محاولة لفض المظاهرات بالقوة مما يُؤدى إلى سقوط عشرات القتلى وعندها تتدخل الدول الآخرى بجيوشها لحماية مواطنيها فلا يجد الملك والحاشية مفراً إلا بالهرب إلى إحدى دول الخليج المجاورة ومنها إلى إحدى دول امريكا الوسطى فمن المتوقع ألا تقبل أمريكا أو أية دولة آخرى إستقبالهم وهذه هى النهاية المؤلمة لكل طاغية !!
ثالثاً :- النتائج
إن حكام السعودية كالسرطان فى الجسم العربى يفتك به ويُدمره من الداخل وهو أشد خطراً من العدو الخارجى وهذا الأمر غير ظاهر لكثير من العامة الذين يعتقدون بجهلهم أن السعودية دولة عربية مسلمة تطبق الشريعة الإسلامية بينما الحقيقة على العكس من ذلك تماماً حيث يقومون بتخريب العقل العربى وتدمير إقتصاده وتفتيت قواه بتشجيع القبلية والشعوبية والعنصرية وتدبير المكائد والمؤامرات ضد الدول العربية الآخرى . فعلى الأرجح عند سقوطهم أن تتحقق الوحدة العربية الكبرى من الخليج إلى المحيط حيث يعد هؤلاء شوكة فى ظهر هذه الوحدة والعقبة الكئود أمام تحقيقها وعندئذ يُصبح العرب أقوى شعوب العالم وأكثرها غنى وثراء ً.
وختاماً فأنا أتوجه برسالة خاصة إلى المصريين فى السعودية أقول لهم فيها :- لقد ثار إخوانكم فى مصرعلى العبودية والاستبداد ونجحوا فى إسقاط الطاغية فيجب عليكم أيضاً أن تثبتوا لبدو السعودية أنكم أعرق شعوب العالم وتثوروا أيضاً على العبودية والاستبداد وسوف تنجحوا ايضاً بإذن الله فى الحصول على حقوقكم وحريتكم وحرية العرب جميعاً وذلك بإسقاط هؤلاء الطغاة فعليكم بالبداية وسوف تنضم الملايين إليكم وتذكروا جميعاً أنه " لا يضيع حق وراءه مطالب " والله معكم وسوف يحفظم ويرعاكم .
بقلم
ناديا صالح
إعلامية وصحفية